الحمد لله ربنا، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله نبينا ورسولنا، وبعد: فإلى كل أم وإلى كل أب أقدم باقة من أفكار تربوية أنتجتها خبرة التربية والحياة التي نحياها، إضافة إلى عدد من القراءات المتعددة في خبرات السابقين حول معالم التربية الناجحة، فتعالوا بنا لنقف مع بعض هذه الأفكار، والتي نتصور أنها ستكون وسيلة للترقي التربوي بإذن الله، والتي منها ما يأتي:
1) إن سعة البال وعدم الإستعجال وطول النفس والتحلي بالصبر من صفات الأم المسلمة الناجحة.
2) عدم تعويد الابن الرضيع على البكاء تلبية لرغباته، حتى لا ينطبع ذلك في ذهنه ويستقر في نفسه ويدندن بها مع الجميع حتى لو كبر.
3) لابد أن تعرف الأم أن بيتها هو مملكتها فيجب أن تحافظ عليه وذلك بالحفاظ على زوجها وأبنائها، ومن بين وسائل الحافظ على الزوج أن تشكره إذا أسدى إليها معروفا: فإن من لا يشكر الناس لا يشكر الله.
4) تقديم الشكر للابن المطيع كتشجيع له على إحسان أسلوبه وطريقته في التعامل مع الآخرين.
ـ للتربية الإيمانية وللتعليم:
= تعليم وتحفيظ الأولاد القرآن الكريم، وذلك عن طريق تحديد آية أو أكثر في اليوم وتسميعها في اليوم الثاني وإعطاء آية أخرى، فخيركم من تعلّم القرآن وعلمه.
= حفظ حديث قصير من أحاديث النبي المختار، لاسيما الإستفادة بكتاب رياض الصالحين، ويتم معايشة الحديث والتعرف على معانيه ومقاصده.
= تجهيز ركن لمكتبة الصغار في البيت لسماع الأشرطة وقراءة الكتب والقصص، وتدوين المستفاد.
= تأخذ الأم أبناءها معها للوضوء في البيت وحضور دروس العلم.
= عمل مسابقة ثقافية أو عقلية بين أعضاء الأسرة، كطريقة للتسابق والتنافس على الخير، وتلك طريقة النبي صلى الله عليه وسلّم في سؤاله لأطفال الصحابة وكبارهم: «أخبروني بشجرة.....» وتعرّف عليها عبدالله بن عمر.
= استخدام الكمبيوتر والإنترنت كوسيلة للتعلم والدعوة للخير، مع وجوب التحذير منها، لأنك لو تركت أبنائك بمفردهم لهذه المستنقع فقد يغرقون ويمرضون كثيرًا.
= الألعاب الترفيهية، التي تنمي الذكاء وتقوية الذاكرة، وزيادة المعلومات، وكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات والصلصال.
= إكساب الأبناء روح العمل الجماعي، كأن يساعد الأم في حمل شيء ولو خفيف، أن يساعدك في الكنس مثلا أو إطفاء مصباح وهكذا، أو كمشاركة في رمضان في إعداد فطور للأهل أو العائلة.
مما ينمي لدى الأبناء حب العمل الجماعي:
1= اصطحاب الأبناء إلى السفر التعبدي والرحلات الإيمانية كإصطحابهم إلى الصلاة في المسجد أو في أيام الإعتكاف.
2= تدريبهم على الصدقة والبذل في سبيل الله، وإدخال السعادة على الفقراء، عن طريق إعطاء الولد مصروفا ثم يرى فقيرا في الشارع فتجعلينه يتحرك بنفسه فيعطي الفقير من مصروفه شيئا جزءا أو كلا، حتى يعتاد على العطاء وعدم البخل.
3= تعريف الأبناء الحلال والحرام، ونربطها دائما بالله تعالى، يعني هذا حرام، وليس عيبًا، فلا نستخدم العيب فقط في العظة بل لابد من ربطها بالله الذي خلقنا، ويأمرنا وواجب علينا أن نمتثل.
4= إياك أن تشاهدي مناظر تليفزيونية مقززة أو عاطفية زائدة عن اللزوم أو عدوانية أمام الأطفال فتلك تربية عملية على الرضا بالحرام أو ظلم الناس أو الصراع والعدوان.
5= تحذير الأبناء من الإسراف والتبذير في أي شيء كالوقت أو الجهد أو المشاهدة أو الأكل أو الشرب أو اللبس وهكذا.
6= تعويد الأبناء على النظافة العامة والكرم والبذل والشجاعة وقول الحق ولو كان مرا ولو على نفسه بأسلوب مؤدب وحكيم يتعودونه منذ الصغر كعبدالله بن الزبير لما تحدث إلى أمير المؤمنين عمر وقال: لم يكن الطريق ضيقا فأوسع لك ولم أفعل شيئا خطأ لأجري خوفا منك.
7= علميهم الرقية الشرعية، حتى إذا مرض أحدهم علم طريقة العلاج بالرقية الشرعية، مع التأكيد على ضرورة الأخذ بالأسباب من الذهاب إلى الطبيب، فينشأ على حب التوازن في الأمور، والفهم الصحيح لمعنى التوكل.
8= تشجيعهم على المشاركات الدعوية في بذل الخير للغير، كأن يقومون بتعليق بوستر أو استيكر أو توزيع مطوية عن فضل مناسبة أو التحذير من خلق مذموم.
9= التعرف على أحوال العالم الإسلامي، حتى لا ينسوا قضايا الأمة، وينشئون منعزلين عن هموم أمتهم، وأن يفهموا حقيقة الأخوة الإيمانية بين كل المسلمين في أي مكان بَعُدَ أو قَرُب، شَرَّق أو غرَّب.
10= تعليم الأبناء صلة الرحم، ليربى عندهم حب الخير بين الناس، ولا يشترط أن يكونوا أقاربهم، بل يمكن زيارة المرضى في المستشفيات وزيارة الأسر الفقيرة ممن يجاورونهم.
11= ربط الأبناء بالخالق جل وعلا والتفكر في كمال وجمال وجلال مخلوقاته من خلال التفكر في الرحلات والمعسكرات العامة والخاصة التي يخرجون فيها من البيوت إلى البحر أو الجبال أو …..
12= إعطاء الأبناء هدايا مناسبة لهم ويحبونها، لأن الهدية محبة «تهادوا تحابوا».
إنما كانت هذه وسائل متنوعة أحببت أن أذكر نفسي وأخواتي بها من المربيات وقد كنت أجمعها في كل موقف وهناك الكثير والكثير، ولكن يكفي هذا حتى لا يطول المقام وكثرة الكلام ينسي بعضه بعضا، وما قل ودلّ خير مما كثُر وألهى.
ونسأل الله تعالى أن يربي لنا أبناءنا وبناتنا على الإسلام وأن يحفظهم من فتن الدنيا والآخرة، وأن يحشرنا وإياهم مع سيد الدعاة في الفردوس الأعلى من الجنة، إنه نعم المولى ونعم النصير.
المصدر: موقع رسالة الأسلام.